براءة اقوى قصيدة عن الحج


          وحــي الـمشـاعـر
                  ٢٠١٨ م

إِذَا لَاحَ بـالـرمـضـاْ شُــعَـاعٌ لَـــهُ ذَنَـــبْ
وَهَـبَّتْ عـصوفٌ تـرْمدَ الْـعَيْنَ والـهدبْ

وَحَـثَّـتْ خُـطى أَغَـسانَ شَـرْقِي تِـهَامَة
وَأُرْسَـــى بِـلُـبْـنَانِ الْـمُـكَـنَّى أَبُــو لَـهَـبْ

وَسَــالَ الــدَّمُ الـقانيْ عَـلَى تَـبَّةِ الـصفَا
وَهَـبَّـتْ مِـنَ الْأَجْـدَاثِ حَـمَّالَةَ الـحطبْ

وَأَرْخَـــى سُـهَـيْـلُ الْـعِـبْر دلـمـاْ حـزيـنةً
وَغَــابَـتْ رُؤَى الأنـجـاْم فَـوَاحَـةَ الأدبْ

وَأَبْـدَى كُـسُوفُ الـشَّمْسِ حُمرَا بِعَاقِصٍ
وَأَخْـفَى خُـسُوفُ الْـبَدْرِ مِـيلا وَأَقْـتَربْ

وَهَـبَّـتْ مِــنَ الـريـزوْم نِـزَاعَـةَ الـشـوَى
وَذَابَـتْ مَـزَايَا الْـعَصْرِ بِـالطينِ والخُلبْ

وَغُـلَّـتْ يَـدَ الْـبَارودَ مِـنْ عَـصَبَة الـسماْ
وَنَادَى المنادي مُسْمِعَ الصوْتِ وَالنخبْ

وَسَــارَتْ إِلَــى الْأَعْـرَافِ نَـجْوَى مَـطِيَّةً
وَجَـابَ الْـمُلَا عَـصْفٌ لِمَجْنَى ومكتسبْ

وَعَـاثَـتْ ْ بَـنَـوٍ صـهيوْن حَـيْنًا فَـسَادَهَا
وَسَـادَ الـسوِيدَا أَرْذَلَ الـنَّاسِ بـالحسبْ

وَبَـانَـتْ مِــنَ الْأقْـصَـى غَـبِـيرةُ سَـابِـحٌ
وَدَارَتْ رَحَى حِطينِ عِشْرِينَ مِنْ رَجَبْ

تَــقُـومُ مِـــنَ الأحــقـاْفِ قَــوْمٌ قِـوَامَـهَا
صُـفُـوفٌ لَـهَـا فِـي كُـلِّ قَـاصيةِ عَـصبْ

تُـجَـوِّبُ الْـليالَ الـسُّوْدَ بُـيْضٌ صِـفَاحَهَا
وَتَــطْـوِي رِمَـــالُ الْـبِـيدِ بِـالـنَّارِ واللهبْ

تَــشَـقُّ الْـمَـسَـافَاتُ الــطِّـوَالُ أَسُـودُهَـا
عَـلَـى رَايَـةٍ بِـيضَا وَمَـنْ يَـلْتَوِي عَـطبْ

فَـيَـمْضِي عَـلَـى رَأْسِ الْـكَـتَائِبِ نَـاصِـرٌ
بـعَشْرٍ خَـلَتْ مِـنْ مَـوْرِدِ التّينِ والرطبْ

فَـتُـبْدِي بُـنـاتُ الْأرْضُ مَـا فِـي بُـطونِهَا
كـنـوزا مِــنَ الْـيَاقُوتِ والـول والـذهبْ

فَــيَـسْـرِي إِلَـــى عِــكّـا بــآيـاْت فَــاطِـرٍ
وَيُـخْفِي عَـجَاجُ الـرَمْلِ خَـيَالَةَ الـشغبْ

يُــطَـوِفُ الْـهُـدَى حَــوْلاً بـعـكّاْ وَأَخِـتْـهَا
وَيَـجْلُو ظَـلَامَ الـلَيْلَ وَالْخَوْفَ والكُربْ

فـيـقتاْتُ سَـيْـفَ الْـحَقُّ سُـفْيَان عَـامِرٍ
عَــلَـى تَــلَّـة الــواديْ بـقـاصية الـعـربْ

وَيَـسْرِي إِلَـى الْأقْـصَى الـشرِيفِ بِفَوْرَةٍ
لَـهَا فِـي رِكَابِ الْخَيْلِ مَنْجَى ومنتخبْ

فَـيَـجْنِي ثِـمَارَ الـنَّصْرَ فِـي نَـشْوَةِ الـلِّقَا
لِـتُـسْعٍ بِـهَـا ثـنـتيْن فِـي خُـبْرهَا عَـجَبْ

يَـسُـودُ الـرخَـا فِـيـهَا كَـمَا لَـمْ يَـكُنْ بِـهَا
زَمَـانَ وَلَا مَـاضٍ مِـنَ الـدَّهْرِ قَـدْ ذَهـبْ

وَمِـــنْ بَـعْـدَهَا الـدَّجَّـالُ يَـأْتِـي غـوايـة
بِـتَـقْديرِ قَــادِرِ يَـبْـتَلِي مِــنْ لَــهُ أحْــبْ

فَـيُـحَـيِّـي بِــهَــا هَـــذَا وَهَـــذَا يَـمِـيـته
وَعِـيسَى بِـسَيْفِ الْحَق يَأْتِي عَلَى كثُبْ

فَـمَـنْ كَــان يُـؤَمِّـن بـالْـذي رَفَـعَ الـسما
إِلَـى جَـنَّةِ الْـفِرْدَوْسِ يَـا نِـعْمَ مَـا طَـلبْ

وَمِــنْ صِــدْقِ الـدَّجَّـالَ يُـلْـقَى خَـسارهُ
وَيُـصَـلى جَـحِـيمَا نَـارِهَـا تَـقْدَحُ الـلهَبْ

د. هــــمــــدان مـــحـــمــد الــكــهــالـي

تعليقات