قصيدة البيت المعمور عن الاسرى الفلسطينيين
..
الــبـيت الـمـعـمـور
يـــا قـبـلـةَ الـعـشـاقِ والأحـبـابِ
بــشــراك نـصـراً لاح بـالأقـطـابِ
ســحّ الـحنين مـشاعراً فـتأبطتْ
جُــنـحَ الـسـنينِ صـبـابة الأتعابِ
وسـرى شـعور بـالدماءِ ورعـشة
سكرى بـجسمِ الـعاشــق الأوابِ
تـشكو جـراحاً بالسنين تمخضت
أسـفاً ومـا عـادت عـلى الاعـقابِ
ويــحـزُّ قــهـرٌ بـالـحـنايا حـسرة
تــقـتـاتُ إيــمـانـاً بــكـل كــتـابِ
وتـغـالب الأحــزان حـين يـقصُّها
تــاريـخُ مــجـد قـصّـة الأحــزابِ
جــيـل تـوشـح بـالـنقابِ جـهـادهُ
بـالـشجبِ والـتـنديدِ والإضـرابِ
إيّـاك يـا قدس الأبـاء عنيت في
حــرف يـثــور بـلـهفــةِ الـطلابِ
يـدعو بـجنح الليل دعوة عاشـق
شرب الأسـى دهــراً بغير شـرابِ
يـا قدس صبراً فالقلوب تفطرت
والـظلم محسوب على الإرهـابِ
مــا دام لـيـلٌ فــي عـشـيةِ عـابرِ
كـــلا ولا ويـــل بــدون حـسـابِ
تلك القيود ووحشة السجانِ في
مـسـدٍ تـعـاتبُ جـفـوةَ الأعــرابِ
وتـخاطبُ الأسرى خطاب مبشـر
فـالـوعـد يــا تـشـرين بـالأعـتابِ
يـا أنـبل الـشهداء والـسجناء من
خــيـر الأنـــامِ بـأيـكـة الأنـسـابِ
أنـتـمْ هــم الـشهداء حـقاً والـفدا
شـــرفٌ عـظـيـمٌ فـــاز بـالألـقابِ
مـهـمـا تـكـالـبت الـمـنـايا دونـها
وعـــدُ الـسـمـاءِ يــدقُ بـالأبوابِ
يا قدسُ صبراً فالحقيقةُ أسبلتْ
جـفـنَ الـكـفاح بـدرقـةٍ وحــرابِ
لا تـحـزني قـسـماً بـكـلِّ مـقدسٍ
إنّـي أرى حـشداً بـجوفِ سحابِ
والـصـافنات تـسـابقتْ فـرسـانُها
والـسيف مـسلـول بسوطِ عقابِ
والـرايــة الـبيضــاء ردّد صوتُـها
الله اكــبـر بــعـد طـــولِ غـيـابِ
شـــبَّ الـنـفيرُ واوقــدتْ نـيرانـهُ
تــلـك الأســـودُ بــفـورةٍ وذئــابِ
وتـعـانقتْ ريـحُ الـشمــال بـأختِها
ريــح الـجـنوب بـفـتيةٍ وشـبـابِ
والـعصف والإعـصار مـوج فوقهُ
مــوج تـولّـى الـرفضَ بـالإيجابِ
والـنـاصر الـموعود يرأس جيشهُ
ويحــث سـيراً رفقـة الأصـحـابِ
فـتحٌ مـبينٌ .. والحدود تكسـرت
والخوف يـغشى جـملةَ الأذنــابِ
مـن كُـلِّ صـوبٍ أقـبلتْ أفـواجُها
تـطوي بـطاحَ الأرضِ دون ركابِ
وبـلال مـن فـوق الـمآذن صـادحٌ
ويـهود لا تـلـوي عـلى الأسـلابِ
وتـحـطّم الـقـيد الـظـلوم بـزبـرةٍ
ساوى بــهـا الصدفين بالأعــتابِ
والعـروة الوثقـى تحـقـق حـلمها
وتــعـانــق الأحــبـاب بـالأحـبابِ
هــــذا يـقـبـل بـالـحـنين تـرابهـا
وذاك يــنـقـش كـفَّـهـا بِـخضـابِ
الـنـصـر آت لا مـنـاص تـجـلـدي
ولــك الـسـلام ورحـمةُ الـتوابِ .
د. هـــمــدان محمد الـكـهـالـي
الخميس ١٤ يوليو ٢٠٢٢ م
تعليقات
إرسال تعليق