الليال السود
..
الـــــــلــــــيــــــال الــــــــــســـــــــود
أهـيم الـليال السود في حب خالقي
ويـسري خـيال الصبِّ دون الخلائق
بـقـلبٍ دمــى أشــدو حـنينا ولا أرَى
سـوى طـيف مصلوب بجيد المغالق
تـولـى حـنـين الــروح وحـيـاً أقـمتهُ
وحـيـدًا وسـنـدان الـوفـا بـالـمطارق
ثلاثٌ على الأطلال مفجوعة الجوى
لـهـا فـي بـنات الـعين بـنت الـمنافق
جرى كيدها المسموم في كل مهجةٍ
ومـن سـحرها غابت جميع الحقائق
حـروف تـبث الـمسك والـزيف دونهُ
حـبـيسٌ بـقـلبٍ ضــاق ذرعـاً بـمارقِ
خـلـيلٌ إذا أضـحى ،عـذولٌ إذا جـفا
كـــذوبٌ وطــمَّـاعٌ ، كـثـيـر الـبـوائقِ
دنــيءٌ إذا مــا هـانـهُ الـحقُّ يـنطوي
جـحـودٌ إذا مــا جــف نـهر الـحدائق
ذلـيلٌ يغض الطرف عن كل من اتى
لأطــمـاعـه يــجـتـاز كـــل الـعـوائـق
رجـيـمٌ يـظـن الـمـكر بـالـغيرِ فـطـنة
فـيـالكَ مــن أغـبـى واحـمـقَ حـاذق
زرعــتُ الـوفا فـي كـل قـلبٍ مـلكتهُ
وذقـتُ الأسى غدراً بسيف اللواحق
سـهـام بـريـناها وعـن طـيب خـاطر
فـأرديـننا غــدرا بـطـرف الـصـواعق
شـربنا كـؤوس الـمرِّ مـن دلة الأسى
وصــار الـوفـا نـزغـاً ولـيس بـفاسقِ
صـبرنا وعـيل الـصبر والـروح نازف
ولانــت بـلـونِ الــدمِّ زهــر الـشقائق
ضـبـاع الـفـلا عــادتْ بـقصة عـاشق
لــه فــي رحـى الأيـام لـمع الـبوارقِ
طـفا الموج مسجورًا فارخى حنينهُ
إلـى الـدهر مشفوعا بوصلِ المفارقِ
ظــلام وقــد عـشـناه والـنـور غـافل
وظـلـمـاّ تـذوقـناه مــن كــل طــارقِ
عـزفـنا لـحـون الــود والــود جـافـياً
وعـشنا سـنينَ الـعمر وسط الحرائق
غــريـبٌ كــأشـواقٍ بـتـابـوت رحـلـة
غـفا جـفنها قـهرا عـلى صـوت ناعقِ
فــريـد وإحـسـاسي بـغـيري مـلـكتهُ
وجــرحـي عـمـيقٌ زفــرهُ بـالـمشانقِ
قـضـيـناهُ فـــي دارٍ عـــزوف بـغـربةٍ
وعــدنــا عــلــى أعـقـابـنـا لـلـبـنادق
كـأن الـمدى يـخفي فـضاعة غـيهب
كـسـا دربــه عـصـفٌ كـثـير الـبـيارق
لـيالي الـهوى تـمضي ولـهفة عـاشق
بـعـرجونِ آهــاتٍ عـلـى مـتن سـابقِ
نـحـولٌ أحــالَ الـحبَّ حـولاّ بـحولهِ
إلـى حـولِ مـتبولٍ بـجنح الـطوارق
ودادُ الــتـي أهـــوى سـبـاها مـغـامرٌ
ودار الأســـى روعــا بـكـلِّ الـمـرافقِ
هـلـكنا وفــاض الــروح شـوقـا لـربهِ
ومـات الـمدى فـينا بـجور الصواعق
يــمـانٍ وإيـمـانـي يــمـانٍ وحـكـمتي
يـمـانيّة الأيـحـاء مــن عـهد سـابقِ .
د. هـــمـــدان مــحــمــد الــكــهـالـي
18 أغـــــــســـــــطــــــس 2021 م
تعليقات
إرسال تعليق