كأس الثمالة

 ..

             كأس الثمالة


وقفتْ بقارعة الهوى تتذكرُ

ودوى أنينٌ بالجوى يتـفكرُ


ومشى على قدم وساق للأسى

والشوكُ يـدمي ناسٕكاً يتشكر


دربٌ طويـلٌ قـد تلـبد جفوة

مدَّ السرى في غيهبٍ يتكسرُ


طاف البرايا دون قلب كالذي

قطف الزهـور وشوكها يتنكرُ


نفر الحنينُ وعاصف أودى بهِ

حتى أحال العشق ناراً تسعرُ


شرب السقاية بالنوى وتصحرتْ

ذات الربيـع بصرصـرٍ يتـكركرُ


نادى بصوت بُـح ردد شـدوهُ

غسقٌ تمطى والدجى يتبخترُ


الموج يذرف لهفةً من مقلةٍ

نزفتْ حنيناً والندى يتعـفرُ


حطّي خمار الوجد نصب متيم

وردي طلـولاً  بالهـوى  تتـخـبر 


ذاد الهوى روحاً وأردى مهجةً

بسـهامِ لحظٍ طرفها لا يغـفـرُ


وتمايل الغصن الرطيب بنفحةٍ

زفرتْ بروقاً والسـواكب تزفـرُ


وعلى جبين الحسن ثَم صبابة

تسبي الرياح ونجمها لا يظـهرُ


جبلت صروف والطقوس تقزمت

كمديــنة  من  جـهـلـها  تتخــفـرُ 


فيْحٌ من الأنفاس فاض أجاجهُ

وغـثـاء سيـلٍ  بالثـمالـة يسـكرُ


شهق الحنين فهل ترى آهاته

في كل قلبٍ بالجـوى تتفجرُ


جرحي نزيفٌ والليال عويلها

في كلِّ فوجٍ بالمآسي تجـهرُ


والزهرة الحمراء في اطنابها

تقتـات إملاقـاً وقـهراً ينــظرُ


فالجورُ والبهتـانُ يرعى فتيةً 

والعدل والإحسان فيها يمكرُ


والغاسق الوثاب أضحى حُجةّ

والـعـابـــد الأواب  لا  يتـدبــرُ


أضغاث احلامٍ تراود بعضها

وذوات أفنـان بوحـلٍ تمـهرُ


وعلى مدامعـها بقـية لهـفة

يا ليتها في ذات يوم تنفرُ .


      د . همدان محمد الكهالي

            2 - 9 - 2021 م

تعليقات