قصيدة الغراء

 ..

                       الـغَـرَّاْءُ


حُــرُوْفٌ عَــنِ الـتَّـاْرِيْخِ يَـنْـسِجْنَ قَـاْفِيَا

بِــهَـا رَاْمَ ذَاْتِ الـشِّـعْـرِ تُــبْـدِيْ خَـوَاْفِـيَـا


سَـأَسْـعَـىٰ بِــهَـا سَـعْـيَاً بِـمَـرْوَةِ وَالـصَّـفَا

وَأُسْـقَـىٰ مَــعَ الْـعُـشُّاْقِ مَــا كَـاْنَ صَـاْفِيَا


أَعُـــوْدُ إِلَـــىٰ دَهْـــرٍ سَـقَـىٰ نَـاْقَـةَ الْـوَفَـاْ

مِــنَ الْـمَـوْتِ سَــاْقٍ قَـدْ سَـقَتْهُ الـتَّعَاْفِيَا


إِلَـــىٰ مَــوْطَـنِ الْـمِـيْـلَاْدِ طِــفْـلٌ لَــهُ نَـبَـاْ

(كُــهَــاْلٌ) بِــهَـا مِـــنْ كُـــلِّ دَاْءٍ تَـشَـاْفِـيَا


عَــلَـىٰ قِــمَّـةِ الْآَسَــاْدِ مِــنْ أَرْضِ حِـمْـيَرٍ

تَـعَـاْلَتْ (شَـخَـبْ عَـمَّـاْرِ) بِـالْـجَوِّ طَـاْفِيَا


فَـبَـالْـقَـلْعَةِ الــشَّـمَّـاْءِ حِــصْــنٌ وَمَـعْـقِـلٌ

لَــهَـا مِـــنْ مَــدِيْـدِ الْـعُـمْرِ مَــدُّ الْـفَـيَاْفِيَا


خَـلَـتْ سَـبْـعَةٌ فِـيْـهَا مِــنَ الْـعُمْرِ مَـا بِـهَا

وَشَــدَّتْ رِحَــاْلُ الْـعِـيْسِ عَـنْـهَا وُكَـاْفِـيَا


فَــأُبْـحَـرْتُ عَــشْــرَاً وَٱثْـنَـتَـيْنِ سِـنِـيْـنَهَا

أَحَــاْلَـتْ مِـــنَ الْأَحْـــلَاْمِ حُـلْـمَـاً مُـنَـاْفِيَا


أَهُــزُّ بِـجِـذْعِ الْـحُـبِّ مِــنْ نَـخْـلَةِ الْـوَفَـاْ

فَـجَـاْدَتْ مِــنَ الْأَفْــلَاْذِ خَـمْـسَاً قِـطَـاْفِيَا


فَــمَـنْ مُـبْـلِـغُ الْأَجْــيَـاْلَ عَـنِّـيْ حَـقِـيْقَةً

إِذَا أَنْـــهَــتِ الْآَجَــــاْلُ عُــمْــرَاً مُــوَاْفِـيَـا


وَمَـنْ مِـنْ عَوَاْمِ النَّاْسِ فِيْ غَمْرَةِ الْأَسَىٰ

سَـيَـبْكِيْ عَـلَـىٰ مَـثْلِيْ وَيَـرْثِي الْـقَوَاْفِيَا


بِــــــــأَوْزَاْرِ عُــــــــذَّاْلٍ أَذِلَّاْءِ أَذْعَــــنُــــوْا

لِأَطْـــمَــاْعِ تُـــجَّــاْرٍ وَقَـــــاْدَاْتِ مَــاْفِــيَـا


وَفِــي الْأَلْــفِ وَالـتِّسْعِيْنِ وَالـتِّسْعِ مَـاْئَةٍ

عَـــلَاْ صَـــوْتُ وُحْـدَتْـنَا بِـأَعْـلَىٰ هُـتَـاْفِيَا


تَــوَحَّــدَ مَــهْــدُ الْــعُـرْبِ حِــبْـرَاً مَــوَرَّقَـاً

وَلَــــمْ يَـتَّـحِـدْ فِــكْـرُ الْـيَـمَـاْنِيْ ثَـقَـاْفِـيَا


وَفِــيْ صَـيْـفِ أَرْبَــعٍ وَتَـسْعِيْنَ أَضْـرَمَتْ

لَـظَـىٰ الْـحَـرْبِ شَـبَّـتْهَاْ رِيَــاحُ الـتَّجَاْفِيَا


فَـدَقَّـتْ طُـبُـوْلُ الْـحَرْبِ سَـبْعِيْنَ يَـوْمَهَا

وَحَــاْزَتْ قُــوَىٰ صَـنْـعَاْءَ نَـصْـرَاً جِـزَاْفِـيَا


تَـحَـاْوَرَتِ الْأَحْــزَاْبُ مِــنْ أَجْــل ِ شَـعْبِنَا

فَــحَـاْرَتْ وَأَعْــمَـتْ بِـالـظَّلَاْم ِ الـشَّـفَاْفِيَا


وَ فِــيْ عَـصْفِهَا الْـمَأْكُوْلِ بِـيْدَتْ خِـيَاْمُنَا

فَـلْـمْ يَـنْـجُ مِـنْـهَا غَـيْـرُ مَـنْ كَـاْنَ خَـاْفِيَا


فَـثَـاْرَتْ عَـلَـىٰ عَـشْـرِ الـسِّـنِيْنَ وَسَـبْـعِهَا

مِـــنَ الـشَّـعْـبِ ثُـــوَّاْرٌ أَطَـاْحَـوْا عَـفَـاْفِيَا


فَـحَـاْقَتْ بِـنَـا الْأَهْــوَاْلُ مِـنْ كُـلِّ جَـاْنِبٍ

وَأَضْـفَـتْ عَـلَـىٰ الْأَحْـقَاْدِ حِـقْدَاً إِضَـاْفِيَا


وَسَــبْـعٌ تَــدُكُّ الـنَّـاْسَ مِــنْ بَـعْـدِهَا كَـمَـا

تَــدُكُّ الـرَّحَـىٰ حَــبَّ الْـحَـصِيْدِ الْـكَنَاْفِيَا


بِــسِــنْـدَاْن ِ تَـــاْرِيْــخٍ فَـهِـمْـنَـا دُرُوْسَــــهُ

وَمِـطْـرَقَـةِ الْـجُـغْـرَاْفِيَا الـــدَّرْسَ كَـاْفِـيَا


فَــمَـا أَغْـلَـقَ الْـعُـشَّاْقُ بَـاْبَـاً مِــنَ الْـهَـوَىٰ

ثَــلَاْثَـاً بِــشَـبِّ الــنَّـاْرِ تُـعْـيِـي الْـمَـطَاْفِيَا


فَـأَعْلَنْتُ فِـيْ دَاْرِ الْـهَوَىٰ حَـيْثُ كَفْكَفَتْ

دُمُــوْعُ الْأَسَــىٰ قَـهْـرَاً ، لِـعَيْشِيْ كَـفَاْفِيَا


وَ مِـــنْ فِـتْـنَـةٍ أَمْـوَاْجُـهَا قَــدْ تَـلَاْطَـمَتْ

نَــهَـاْنَـا رَسُــــوْلُ الــلَّــهِ عَــنْـهَـا تَــلَاْفِـيَـا


فَـأَوْكَـلْـتُ أَمْــرِيْ وَاْحِــدَاً لَاْ مُـعِـيْنَ لِــيْ

سِــوَاْهُ عَـلَـىٰ الـسَّـبْعِ الـسِّنِيْنَ الْـعِجَاْفِيَا


لَـــهُ الْـحَـمْـدُ مَــوْلَاْنَـاْ كَــمَـا يَـنْـبَـغِيْ لَــهُ

بِـحُـسْنِ الـثَّـنَاْءِ الْـحَـمْدُ وَالـشُّـكْرُ وَاْفِـيَا


وَعَـيْـنِيْ تَــرَىٰ حَـوْلِيْ حَـقِيْقَةَ مَـا جَـرَىٰ

بِـعَقْلٍ يَـعِيْ مَـا سَـوْفَ يَجْرِي ٱكْتِشَاْفِيَا


فَـإِنْ جَـاْءَ وَعْـدُ الْـحَقِّ بِـالْمَوْتِ لِـيْ فَلَنْ

يَــرُدَّ الْـقَـضَاْ مَــنْ لَـيْـسَ لِـلْمَوْتِ شَـاَفِيَا


وَإِنْ تُـنْجِبَ الْـعُشْرُوْنَ مِـنْهَا ٱثْـنَتَيْنِ لِـيْ

وَ رَبُّ الْـمَـزِيْـدِ زَاْدَ لِـــي الْـعُـمْـرَ عَـاْفِـيَـا


فَــلَاْ بُــدَّ أَنْ يَـخْرُجْنَ بِـي الْإِثْـنَتَاْنِ مِـنْ

بِـــلَاْدِيْ إِلَــىٰ شَـاْطِـي الْأَمَــاْنِ ضِـفَـاْفِيَا


فَـلَاْ طَـيْرُ فِـيْ غَـاْبٍ وَلَاْ وَحْـشُ فِيْ فَلَاْ

سَـيَـجْمَعُ جَـمْـعِيْ فِــيْ شَـتَاْتِ الْـمَنَاْفِيَا


فَــأَسْـرِيْ إِلَـــىٰ صَـنْـعَـاْ بِـقَـوْمٍ تَـعَـاْهَدُوْا

عَــلَـىٰ الـرَّاْيَـةِ الْـبَـيْضَاْءِ بِـيْـضَاً رِهَـاْفِـيَا


وَمِــــنْ يَــاْفِـعِ الْــغَـرَّاْء ِ أَقْـــوَىٰ بِـنُـخْـبَةٍ

مَــــعَ قَــيْـفَـةِ الــسَّـمْـرَاْ عَــوَاْنَـاً رَدَاْفِــيَـا


فَــأَزْحَـفُ مِـــنْ صَـنْـعَـاْ بِـجَـيْشٍ مُـبَـاْيِعٍ

عَلَىٰ الْمَوْتِ يَوْمَ الزَّحْفِ بِالْجَيْشِ حَاْفِيَا


أَطَــــوْفُ بِـــأَرْضِ الْـقَـاْدِسِـيَّةْ مُـصْـبِـحَاً

بِـحُـطِّـيْنِ وَالْـيَـرْمُـوْكِ يُـمْـسِيْ طَـوَاْفِـيَا


وَأَجْــمَـعُ بِـالْـقُـدْسِ الـشَّـرِيْـفِ كَـتَـاْئِـبِيْ

فَــأُوْثِــقُ بَــيْــنَ الْـمُـسْـلِـمِيْنَ صِـحَـاْفِـيَا


إِلَـــىٰ أَنْ أَرَىٰ الـدُّنْـيَـا بِـعَـيْـنِيْ حَـقِـيْـرَةً

وَيَــهْـفُـوْ إِلَــــىٰ جِـــوَاْرِ رَبِّـــيْ شِـغَـاْفِـيَا


سَـــأَشْــهَــدُ أَنَّ الْأَرْضَ لِــــلَّـــهِ يُــؤْتِــهَــا

لِــمَــنْ شَــــاْء َمِــــنْ عِــبَـاْدِهِ بِٱعْـتِـرَاْفِـيَا


مِـنَ الْـمَسْجِدِ الْأَقْـصَىٰ سَـأَخْتِمُ رِحْلَتِيْ

وَأُعْــلِــنُ مِـــنْ دُنْــيَـا الْـكُـهَـاْلِي زِفَـاْفِـيَـا


د. هــــمــــدان مـــحـــمــد الــكــهــالــي

الـــــــــثـــــــــلاثـــــــــاء ٢٤ - ٤ - ٢٠١٨ م

تعليقات