سفيرة الخيال قصيدة
..
سفيرة الخيال
كأنها فُصّلت من أيــكة القـدرِ
أسيلة خدّها كالشمسِ والقمرِ
مزاجها نشوة الأقداح إن مزجت
تسبي العقول ولا تُبْقِي على بشر
تلبَّس البان مـن أغصانهِ حـللاً
وغصـنُها وارف الأزهار والثمرِ
وشعرها كانسـكاب الليل منظـرهُ
يجوبُ خصراً ويقفو موطن الأثرِ
تثيـر إن أقبـــلت بحــراً يغالبــهُ
موجٌ وفي إثرها موج من الشرر
ترصعتْ بالنذورِ السمر وانتبذت
صبابة نفثها يغشى على البـصر
وجردت كالندى صفواً شـمائلها
وأغمدتْ سحرها الفتاك بالحورِ
رسمتها في خيالي قبل رؤيتها
حورية خارج الإدراك بالصورِ
و إذ بها في يقيني للخيال غدت
سفيرةٌ تُثملُ الرائي بلا سَـكَرِ
فيها التقت أمنياتي بعدما افترقت
واخضوضرت جُدْبُ أيامي بلا مطرِ
كأنـها لـم تـكن أم لـم نكن ولنا
على اللقا موعد في واحة القدرِ
شرقيةٌ في هواها دمعتي سكبت
صبــابة وأنهـمت كالوابـلِ الهــمرِ
رقيقةٌ طبعها المجـنون يجملها
كأنها ظبيــة زاغت مــن البشـرِ
رشيقةٌ قدها المـيّاس مذهلــة
تميسُ أغصانها شوقا الى السفرِ
ولوعةٌ في فؤادِ الصبِّ يعزفُها
لحنٌ برى عاشقاً بالعودِ والوترِ
آه من العشقِ ما أقساهُ يا كبدي
ينازعُ الروحَ بالآصالِ والسحرِ
قلْ للذي بالهوى شدّوا رواحلهم
الحبُّ ألقى جميع الناس للخطرِ
فعاشق المال يسعى في محبتهِ
وعاشق الروح لا يخلو من الكدرِ
كُلٌّ يهــيمُ الدنا حـتّى نهايتــها
وكم بها من صريعِ صار بالحفرِ
ومنزلٌ بالثرى تبـــقى مودتــهُ
وعشق ذات النوى كالوخز بالإبرِ
وفيصل الود إيفاء يدوم وما
بداية الحبّ الإ سطوةُ النـظرِ
..
د . همدان محمد الكهالي
الأحد ٢٠ فبراير ٢٠٢٢ م
تعليقات
إرسال تعليق