قصيدة نزف الحنين

 ..

           نزف الحنين


مزيجُ الحزن والقهر الصحيح

بدهــرٍ  لا يُطَبُّ بــه  جريـحُ


الا أواه من آهـــات ذنب

يجالدهُ الأنينُ ويستبيحُ


ألا أواه من عشقٍ تداعى

تبعثره مـع الأيــام ريــحُ


ألا أواه يــا دنـــيا هواهــا

سراب والوفا فيهِ شحيحُ 


أصيح بصوتِ مبحوحٍ وقلبي

بجـوفِ ندامــةٍ فيــها يصيحُ


وأُبدي في بكائي شحَ عيني

ولي صمت بأدمعهِ فصيح


يغالب خافق المكلوم حـزنٌ

بدنيا عشقـه الضامي قبيـحُ 


ويبدي القهر جرحـاً بي تنامى

وفي غسق الدجى منها يطيحُ


صبا قلبي وكنا في مــروجٍ

يعانق زهرَهـا وجهٌ صبيـحُ


وكنا ننسج الأحلام نـوراً

وكان الودّ يطريه المديحُ 


فعاقرنا المحبة في كؤوسٍ

سقتنا نخبـها مــما يسيــحُ


وصار الليل مغلول الأماسي

يناجي فجره فيــحٌ وفيــحُ


وسرنا في دروبٍ والخطايا

عرايــا والنــدامــة لا تبيـحُ


فيا قلـباً يـواري سـوء حظٍ

كفاك العيش بالدنيا جريحُ


ذبيحٌ والهـوى يغشى فؤاداً

يداوي حُـبَّهُ المضنى ذبيحُ


فمارقة الحنين تقيد شوقاً

على خجلٍ يعانقها كسيـحُ


وهذا الكون يبدو لي كئيباً

وما حـولي يخاطبهُ رديـحُ


ألا أواه مــن ظلـم الليالي 

لمولى في معالمها يسيحُ .

..

      د. همدان محمد الكهالي

           ٨ نوفمبر ٢٠٢١ م

تعليقات